ملخّص بحث تخرّج نوقش يوم السبت 15 فيفري 2025م عنوانه: #أساليب_المعاملة_الوالدية_والصلابة_النفسية_لدى_تلاميذ_المرحلة_الثانوية؛ دراسة ميدانية في ثانويات من ولاية غرداية، للطّالبة: بابا عمي سمية بنت عمر
تتكوّنت لجنة المناقشة من الأساتذة:
د. بابا وعمر بلحاج بن يحيى.../ رئيسا ومناقشا
د. قشار محمد بن بايوب .../ مشرفا ومقررا
أ. بن يوسف صالح بن يوسف... /عضوا مناقشا
المقدمة
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم أصبحت الصحة النفسية أحد الجوانب الأساسية التي تستدعي اهتماماَ متزايداَ خاصة مع تنامي الضغوط الإجتماعية و الأكاديمية و التطور التكنولوجي الذي أضاف تحديات جديدة إلى حياة الأفراد عامة و أبنائنا خاصة .
و هنا تبرز الصلابة النفسية كركيزة أساسية تمنح الأبناء القدرة على التكيف مع الضغوط و التعامل مع الصعوبات بثقة و ثبات بدلا من الإنهيار أو الإستسلام عند أول عثرة، فاِمتلاك هذه السمة لا يعني فقط مواجهة الأزمات بقوة بل يتعدى ذلك إلى تحقيق التوازن الداخلي بين مشاعر الأبناء و تصوراتهم عن ذواتهم و علاقاتهم بالآخرين ,
مما يعزز قدرتهم على إتخاذ القرارات السليمة و تحمل المسؤولية و الاِعتماد على أنفسهم في بناء مستقبلهم .
كما تشكل أساليب المعاملة الوالدية جزاءاَ أساسياَ من التجربة الحياتية للأبناء حيث تلعب دورا في تحديد ملامح شخصياتهم وتوجيه سلوكياتهم، فالطريقة التي يتفاعل بها الوالدان مع أبنائهم تعكس أنماطا مختلفة من الدعم و التوجيه أو الضبط مما يؤثر على طريقة اِستجابتهم لمواقف الحياة المختلفة، و باِعتبار أن الأسرة هي البيئة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء أسس التنشئة فإن الأساليب التربوية التي يتعرضون لها تساهم بشكل كبير في تشكيل رؤيتهم لأنفسهم و للعالم من حولهم .
إشكالية الدراسة
تعد أساليب المعاملة الوالدية من العوامل الأساسية في تنشئة الأبناء حيث تؤثر تأثيرا مباشرا على الصحة النفسية للتلميذ في مستقبله، مما قد يسبب له تراكمات إن كان هناك بعض الأساليب السلبية أو قد تكون له تأثير إيجابي إن كان هناك أساليب إيجابية.
و يعد مفهوم الصلابة النفسية أحد الأبعاد المهمة للصحة النفسية بوصفه عاملا ذاتياَ يساعد الأفراد على التكيف مع الضغوط الحياتية و التخفيف من آثارها من خلال تطوير إستراتيجيات فعالة في التقييم و المواجهة، فإلى أي مدى قد تؤثر البيئة الأسرية في إعداد جيل قوي و قادر على مواجهة تحديات الحياة بثبات و ثقة بالنفس؟
إن فهم هذه العلاقة ليس مجرد مسألة نظرية بل هو مفتاح أساسي لفهم أعمق لدور الأسرة في بناء شخصيات متوازنة قادرة على النجاح والتكيف في مختلف مجالات الحياة.
وعليه نطرح التساؤل التالي:
هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أساليب المعاملة الوالدية و الصلابة النفسية لدى تلاميذ المرحلة الثانوية ؟
التساؤلات الفرعية
الفرضيات
فرضيات الدراسة
أهمية الدراسة
تسهم الدراسة في فهم كيفية تأثير البيئة الأسرية على الصلابة النفسية و التطور الشخصي للتلاميذ مما يعزز المعرفة في مجال علم النفس التربوي.
توفر معلومات قيمة للآباء حول الأساليب الأكثر فعالية في تربية أبنائهم مما يساعدهم على تبني ممارسات تعزز من صلابتهم النفسية.
يمكن استخدام نتائج الدراسة في تصميم برامج تعليمية وتدخلات نفسية تهدف إلى تعزيز الصلابة النفسية وتقليل الضغوط التي يواجهها التلاميذ داخل البيئة المدرسية مما يساعدهم على مواجهة التحديات الحياتية بمرونة أكبر.
تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية من خلال نشر ثقافة الدعم النفسي في المجتمع المدرسي مما ينعكس إيجابيًا على البيئة التعليمية والعلاقات الأسرية ويساعد في بناء شخصيات أكثر توازنًا وقدرة على التكيف.
أهداف الدراسة
تحديد أساليب المعاملة الوالدية الأكثر انتشارا بين تلاميذ المرحلة الثانوية فيما يتعلق بصورة الأب وصورة الأم
تقييم مستويات الصلابة النفسية لدى التلاميذ وفهم كيفية تعاملهم مع الضغوطات والتحديات
تحليل العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية و الصلابة النفسية لدى تلاميذ الثانوي
اِكشاف ما إذا كانت هناك اختلافات في الصلابة النفسية استنادًا إلى الجنس
اِقتراح استراتيجيات تدخل ممكنة لتحسين أساليب المعاملة الوالدية وتعزيز الصلابة النفسية
مقاييس الدراسة :
مقياس أساليب المعاملة الوالدية جعفر صباح {2016}
مقياس الصلابة النفسية عماد مخيمر {2002}
حدود الدراسة
الزمنية: اِمتدت فترة توزيع وجمع المقياس من( 18 ماي -15 جوان 2024م)
البشرية: تشمل( 100)تلميذ و تلميذة من مختلف الثانويات بولاية غرداية
المكانية: ثانوية يعقوب عائشة بن يزجن / مؤسسة تنمية القدرات ببني يزقن التي يتمدرس فيها تلاميذ من مختلف الثانويات:(ثانوية المعهد الجابري بنات، مفدي زكرياء، الإصلاح و الرضوان)
الأساليب الإحصائية
نتائج الدراسة
وجود فروق ذات دلالة إحصائية في أساليب المعاملة الوالدية تبعا لمتغير الجنس لصالح الذكور
مستوى الصلابة النفسية لدى تلاميذ المرحلة الثانوية كان متوسط
توجد علاقة اِرتباطية ذات دلالة إحصائية بين أساليب المعاملة الوالدية و الصلابة النفسية
يميل الأباء إلى تبني أسلوب المعاملة (الحث على الإنجاز) بينما تميل الأمهات إلى تبني( أسلوب التقبل)
مقترحات الدراسة
الخاتمة
خلصت الدراسة إلى أن الأسرة تلعب دورا محوريا في تشكيل الصلابة النفسية لدى الأبناء من خلال الأساليب التربوية التي تعتمد على التقبل و الدعم العاطفي مما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات و التكيف مع الضغوط الحياتية.
في المقابل قد تؤثر الأساليب السلبية مثل التسلط و الإهمال سلبا على صحتهم النفسية مما يضعف قدرتهم على التكيف و الإستقلالية.
لذلك فإن تحسين أساليب المعاملة الوالدية يعد ضرورة أساسية لبناء بيئة أسرية متوازنة توفر للأبناء الدعم اللازم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم و تنمية مهارات التكيف و المرونة النفسية وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار النفسي لديهم و يؤهلهم لمواجهة تحديات الحياة بثبات و ثقة و يعزز فرص نجاحهم في مختلف مجالات الحياة.