عنوان البحث: أساليب التنشئة الأسرية كما تُدركها تلميذات السنة الثالثة متوسط وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، - دراسة ميدانية بمدرسة الفتح القرآنية ببريان ولاية غرداية.
الطالبة: شلّاط سهام بن الناصر
المشرف: د. بوسنان بكير بن عمر
مقدمــــــــــــــــــــــــــة:
لقد أولى الإسلام الشّريف عنايةً كبيرةً بتربية الأبناء، وأكّد على أهـمّيّة التّواصل البنّاء بينهم وبين والديهم، قال تعالى في وصيّة من وصايا لقمان لاِبنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [سورة لقمان: الآية 17]. حيث يتبيّن بوضوحٍ النّموذج الـحسن للتّنشئة القائم على النّصح والإرشاد والـحوار الـهادئ. وفي حديثٍ للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم إذ قال: "ما نَـحَلَ والدٌ ولده أفضل من أدبٍ حسنٍ"(رواه الترميذي _حديث حسن)؛ وهو توجيه نبويّ كريـم يـحمّل الآباء والأمّهات مسؤوليّة الرّعاية النّفسيّة والتّربويّة للأبناء، ويدعُو إلى تعزيزِ كرامتهم وتربيتهم على القيم السّامية والسّلوك القويـم ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع.
وقد أكّدت الدّراسات التّربوية والنّفسية الحديثة ما أقرّه الدّين الإسلاميّ الـحنيف منذُ أكثر من 14 قرنًا هذه الأهمية، حيث أشار روجرز (Rogers, 1969)، إلى أن الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع التي تشبع حاجات الطفل النفسية والاجتماعية وتشكل ملامح شخصيته.
ومن أهمّ الباحثين في موضوع التّنشئة الأسريّة، الباحثة Diana Baumrind؛ حيث كان لـها السّبق في تصنيف هذه الأساليب إلى: الدّيـمقراطي، التّسلّطي، والـمتساهل؛ وهو التّصنيف الّذي طوّره لاحقاً كلّ من Maccoby & Martin (1983)، بإضافة أسلوب الإهـمال إلى القائمة، كما قدّم كلّ من Lamborn, Steinberg & Darling وآخرين إسهامات قيّمة في ربط أساليب التنشئة بـمؤشرات النّمو النّفسيّ والتّحصيل الدّراسي لدى الأبناء والـمراهقين. أما في العالم العربي، فقد تناول العديد من الباحثين أمثال: عبد الرحمن العيسوي، فؤاد البهي السّيّد ومـحمّد عثمان نـجاتـي موضوع أساليب التّنشئة الأسريّة من منظور نفسيّ تربويّ واجتماعي، مؤكدين أثرها الكبير على تكوين شخصية الأبناء ودافعيتهم للتحصيل الدراسي.
وتشير نتائج لدراساتٍ سابقة مثل دراسة: مجيدة الناجم (2007)، نجاح الدويك (2008) وسميرة أحمد (2010)، إلى وجود علاقة قوية بين أساليب التنشئة الأسرية والتحصيل الدراسي لدى الأبناء. وبعض الدراسات الأخرى مثل دراسة (Chen et al, 1997)، أظهرت وجود علاقة إيجابية بين الأسلوب التسلطي والتحصيل الدراسي. والبعض الآخر إلى غياب هذه العلاقة تمامًا، ممّا يشير إلى تباين واضحٍ في النتائج تُعزى إلى اختلاف البيئة الاجتماعية والثقافة الأسرية.
وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما يتعلق الأمر بفئة المراهقين، ولاسيما تلاميذ المرحلة المتوسطة، الذين يمرون بمرحلة انتقالية حسّاسة بين الطفولة والرشد، تتأثر خلالها شخصياتهم وسلوكياتهم بالأساليب التربوية السائدة في أسرهم، الأمر الذي ينعكس على أدائهم وتحصيلهم الدراسي.
إشكالية الدراســــــــــــــــــــــــــــــــــة:
انطلاقاً من هذه المعطيات، تتحدّد إشكالية الدراسة في التساؤل الرّئيس الآتي:
- هل تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين أساليب التّنشئة الأسريّة (التّسلّطي، الدّيـمقراطيّ، والإهـماليّ) لدى كل من الأب والأم، كما تُدركها التّلميذات، والتّحصيل الدّراسي؟
أسئلة الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
للإجابة على السّؤال السّابق قمنا بتقسيمه كما يلي إلى:
1. هل تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب التّسلطيّ في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ؟
2. هل تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب الدّيـمقراطيّ في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ؟
3. هل تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب الإهـماليّ في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ؟
4. هل تُوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة في متوسط التّحصيل الدّراسيّ للتّلميذات تُعزى إلى اختلاف الأسلوب الغالب لدى كل من الأب والأم، كما تُدركه التّلميذات؟
5. هل يوجد أثر ذو دلالة إحصائيّة لتفاعل الأسلوبين الغالبين في التّنشئة الأسريّة لدى كل من الأب والأم كما تُدركهما التّلميذات، على متوسط تـحصيلهنّ الدّراسيّ؟
فرضيات الدراســـــــــــــــــــــــــــــة:
بناءً على الإشكاليّة الـمطروحة، والتّساؤلات السّابقة، تسعى الدّراسة لاختبار الفرضيّات التّالية:
أ. الفرضيّة الرّئيسة: تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين أساليب التّنشئة الأسريّة (التّسلطيّ، الدّيـمقراطيّ، والإهـماليّ) لدى كل من الأب والأم، كما تُدركها التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ.
ب. الفرضيّات الفرعيّة: للإجابة على الفرضيّة الرّئيسة، نـختبر الفرضيّات التّالية:
1. تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب التّسلطيّ لدى كل من الأب والأم في التّنشئة الأسريّة كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ.
2. تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب الدّيـمقراطيّ لدى كلّ من الأب والأم في التّنشئة الأسريّة كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ.
3. تُوجد علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين الأسلوب الإهـماليّ لدى كلّ من الأب والأم في التّنشئة الأسريّة كما تُدركه التّلميذات، والتّحصيل الدّراسيّ.
4. تُوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة في متوسّط التّحصيل الدّراسيّ لدى التّلميذات تُعزى إلى اختلاف الأسلوب الغالب في التّنشئة الأسريّة لدى كل من الأب والأم كما تُدركه التّلميذات.
5. يوجد أثر ذو دلالة إحصائيّة لتفاعل الأسلوبين الغالبين في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم، كما تُدركهما التّلميذات، على متوسط تـحصيلهنّ الدّراسيّ.
أهداف الدراســـــــــــــــــــــــــــــــة:
كلّ دراسة علميّة تصبُو إلى تـحقيق أهدافٍ معيّنة، وهذه الدّراسة أيضا لـها عدّة أهداف، أبرزها:
1. كشف العلاقة بين أساليب التّنشئة الأسريّة الثّلاث: (التّسلطيّ، الدّيـمقراطيّ، والإهـماليّ)، لدى كلّ من الأب والأم، كما تُدركها التّلميذات ومستوى تـحصيلهن الدّراسيّ.
2. التّعرّف على الأسلوب الغالب في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم، كما تُدركه التّلميذات.
3. اختبار ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائيّة في متوسّط التّحصيل الدّراسي تُعزى للأسلوب الغالب في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم، كما تدركه التّلميذات.
4. تـحليل أثر التّفاعل بين الأسلوبين الغالبين في التّنشئة الأسريّة لدى كلّ من الأب والأم، كما تُدركهما التّلميذات، على مستوى تـحصيلهن الدّراسيّ.
أهمية الدراســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
تبرز أهمية الدّراسة في ما يلي:
أ. الأهـمّيّة النّظريّة:
ب. الأهـّميّة التّطبيقيّة:
منهج الدراســــــــــــــــــــــــــــة:
_ اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي.
حدود الدراســـــــــــــــــــــــــــة:
تـحدّدت هذه الدّراسة بـجملة من الحدود الّتي ساهمت في رسم إطارها العام، وهي كما يلي:
الأدوات والأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
_ تم استخدام استبيان أساليب التنشئة الأسرية للأب والأم، الخاص بالأبعاد الثلاثة (التسلطي، الديمقراطي والإهمالي)، للشريفين (2008)، بالإضافة إلى التحصيل الدراسي المقاس بمعدل الفصل الأول للتلميذة.
_ وتم تحليل البيانات باستخدام برنامج (SPSS)، من خلال معاملات الارتباط (Pearson’s r)، و(Spearman’s)، وتحليل التّباين الأحادي (One-way ANOVA)، والثنائي (Two-way ANOVA).
نتائج الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــــة:
أسفرت المعالجة الإحصائية لبيانات الدراسة عن نتائج يمكن تلخيصها فيما يلي:
أهم التوصيات:
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، نوصي بما يلي: