كلية المنار للدراسات الإنسانية

أهكذا يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟!

أهكذا يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسول الله

قال تعالى: ( لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنَ اَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكٌم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) التوبة 128

إن أعظم هدية ربانية للبشرية الرسالة المحمدية، حيث غيّرت مجرى التاريخ وحلَّت الرحمة على العالمين بقدوم سيد المرسلين.

أخي الحبيب: ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرى جميلة لن تنمحيَ من الذاكرة إلى قيام الساعة،فيها تتجدَّد محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيها يعلم النشء من هو قدوتهم في اتباع سنته وسلوك منهجه؟ من هو سيدهم؟ ومن هو مرشدهم إلى السعادة الأبدية.

لكن...؟!

لحظة أخي الكريم : نستقرئ واقع الاحتفال بمولد النبوي الشريف، ثم نحاسب أنفسنا بكل واقعية ومنطقية. ما رأيك أخي لو تحدثنا عن المفرقعات في مناسبة المولد النبوي الشريف .المفرقعات ألعاب نارية ..موردها بلاد الصين حيث الاختراعات لا تخضع لميزان الشرع، وتنتهي فائدتها في أصواتها المروعة وومضاتها الخاطفة وأثمانها الباهضة فتحترق في رمش العين، وكثيرا ما تؤذي الناس.

أخي المهدي: يكفي المفرقعات مذمة أن تحمل ثلاث صفات.

تبذير الأموال.

ترويع الآمنين.

إيذاء النفس.

 فكيف تبيح لنفسك التمتع بظلم الآخرين، فهي أولى خطوات قتل الرحمة في القلوب والتمتع بارتكاب المجازر في حق الأبرياء .

 أخي الطيِّب : (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الإسراء 27

 أخي العاقل: أتسأل الله أن يرزقك ويكفيك شر الفقر ومتاعبه وأنت بصريح الفعل تنكر جميله، ونعمه هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

 أخي الحبيب:هل انتهت كل احتياجاتك ولم تجد سبيلا للإنفاق إلا الحرق، ألا تخاف أخي أن يكون العقاب من جنس العمل فتُحرَق بهذه النيران.

 أخي الكريم: ألا تخاف أن يسبل الله عليك لباس الفقر والحاجة، وحبيبك الرسول يقول:(..وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ..) رواه الترميذي

 أخي الغافل : إني أخاف أن تحسِّرك النزوة العابرة، وتقتلك الغفلة الخادعة، فتكون لجهنم حطباً.

أخي في الله: "من روّع مؤمنا كمن قتله" ومن قتل نفسا كأنَّما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنَّما أحيا الناس جميعًا فاختر أيُّها العاقل إحدى المهمتين القتل أم الإحياء.

أخي المعُتبر: اسمع إلى نداء المصابين بما كسبت أيديهم.

 -آه على لحظة حرقت فيها يدي، فقأتُ فيها عيني لماَّ انفجرت فجأة على وجهي فصرت أتوارى من الناس.

 -يارب أشكو إليك فقدان بصري وترويع أهلي وضرري في الطريق بسبب طيش فلان ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم "ملعون من آذى الناس في طرقاتهم".

هكذا يكون الاحتفال.... 

 ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عظيم على البشرية فليكن عيدا لنا

 -  نفرح فيه ونستشعر فيه نعمة الإسلام وفضل الرسول علينا.

 -  نتذاكر فيه الصلاة على الرسول.

 -  نُنشد فيه أحلى أناشيد مدح خير البرية.

 -  نُسعد فيسه الأطفال بالهدايا واللباس الجديد.

 -  نتذاكر فيه صفات الرسول بالصدقات والرحمات وصلات الأرحام ... تجسيدا لسيرته

 - أخي المؤمن: بأي وجه ستلقى نبيك غدا يوم العرض إذ يقول لك سحقا عن الحوض، فقد ضربت بأوامري ونواهي وإرشاداتي عرض الحائط في ذكرى ميلادي..؟؟؟!!

 فلنجعل المناسبة فرصة لتقييم علاقتنا بالرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، واستغلالها  فيما يحب الله تعالى وبما يرضيه، واجتناب كل ما نهى عنه وحذرنا منه.

أضف تعليقا