كلية المنار للدراسات الإنسانية

شروط التوطين وأثرها على قصر الصلاة

يسرى بنت بكير أبي اسماعيل

الاثنين 04 أفريل 2015

2637

1

شروط التوطين وأثرها على قصر الصلاة

فيما يلي ملخّص مذكّرة تخرجّ نوقشت بمركز بنورة يوم 22 رجب 1435 هـ يوافقه 22 ماي 2014 م، عنوانها: " شروط التوطين وأثرها على قصر الصلاة، دراسة فقهية في المذهب الإباضي "، للطّالبة: يسرى بنت بكير أبي اسماعيل. 

 تكوّنت لجنة المناقشة الأساتذة من:

الأستاذ الدكتور مصطفى بن صالح باجو رئيسًا.

الأستاذ إبراهيم  بن عبد الرحمن باعمارة مقرّرًا.

الأستاذ ياسين بن محمّد كومني عضوا.

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. من خصائص التشريع الإسلامي التخفيف والتيسير، وهذا يظهر من خلال الأمور التعبديَّة التي اختلفت أحكامها بين حال المرض والصحة، وحال السفر والوطن؛ قال تعالى:﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:6]

ومن بين المسائل التي ترتبت على اعتبار الوطن والسفر مسألة التوطين في صلاة السفر؛ فقد اتفق الفقهاء على وجوب إتمام الصلاة في الوطن، وجواز القصر في السفر، كما اتفق علماء المذهب على وجوب القصر على المسافر مادام لم يعد إلى وطنه أو ينوِ المقام؛ واختلفوا في الأوصاف التي يترتب عليها إتمام الصلاة أو فيما يتحقق به معنى الوطن، فاستلزم ضبط الخلاف في المسألة لما لها من الأثر الفقهي في مجال الأحكام عموما، وفي أحكام القصر في صلاة السفر خصوصا.

الأهداف: تتمثل في الآتي:

ـ الوصول إلى ضابط مطرد يستقيم به التفريع في المسألة.

ـ تحقيق بعض ما ذكره علماء المذهب في المسألة.

ـ الوصول إلى الزاوية التي تجمع المتقدمين من العلماء، و المتأخرين وذلك من خلال أقوالهم في المسألة.

مشكلة البحث:

 تعددت أقوال العلماء خاصة المتأخرين في الشروط التي يثبت بها التَّوطين للإنسان، أو متى يجب الإتمام على المسافر إذا سافر إلى بلد فقيل إذا نوى التوطين، وقيل إذا تأهل في بلد أتم، وقيل إذا تملك، وقيل يقصر ولو تأهل أو تملك ولا يتم إلاّ إذا استقر كما ذهب البعض إلى جواز الإتمام في بلد تأهل فيه الإنسان أو تملّك، فترتب عن هذا الخلاف أو عدم الضبط الإشكاليّة الآتيّة:

ما هي صفة الإقامة التي يتحقق بها التَّوطين في الفقه الإباضي؟

 فتفرعت عن هذه الإشكاليّة الأسئلة الآتيّة:

 ما هو مفهوم الوطن في الفقه الإباضي؟

هل حصول الاستقرار والاطمئنان في بلد شرط لتوطينه؟

هل التأهل في بلد شرط لتوطينه؟

هل التملك في بلد شرط لتوطينه؟

أهمّية البحث:

مسألة اتخاذ الوطن مسألة مرتبطة بأهم شعائر الإسلام ومن بينها إحدى ركائزه وهي الصلاة، وقد اتفق الإباضية على وجوب القصر في السفر ما لم ينوي المكلف التّوطين؛ إلاّ أنّ ما نشهده في الواقع من قصر الصلاة في موضع يتوجب فيه إتمامها؛ أو إتمامها في بلد يتوجب فيه قصرها تجاوزات ناتجة عن الجهل وعدم الضبط؛ كما أنها مخالفة لما جاءت به نصوص السنة، وحكم العمل المخالف لما جاء به الوحي ظاهر في قوله صلّى الله عليه وسلّم: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »، فتكمن أهميّة البحث في ضبط الخلاف بين الفقهاء في الشروط التي يثبت بها التوطين ويترتب عليها وجوب الإتمام و يسقط بها حكم القصر، وذلك بالوصول إلى ضابط يفصل في الموضوع.

 خطة البحث:

وللإجابة على الإشكاليّة فقد تضمن البحث مقدمة بينت من خلالها أهمية الموضوع وإشكالية البحث فيه كما تضمنت أهداف البحث، والمناهج التي تم اعتمادها، كما تضمن فصلين، واعتمدت الخطة الآتيّة:

الفصل الأول وقد تضمن مبحثين:

الأول تم التطرق فيه إلى تعريف مفهوم الوطن، والمصطلحات ذات الصلة به: القرار، الحضر، التَّوطين، كما تم التطرق فيه أيضا إلى مشروعية التَوطين وحكمه؛ أمّا الثاني فقد كان فيه بيان لصفة الوطن وحدّه من خلال السّنّة، واعتبار الفقهاء، كما أنَّ البحث تناول حكم التَّوطين الموسع.

 الفصل الثاني وقد تضمن هو الآخر ثلاثة مباحث:

الأول كان فيه بيان لشروط التوطين المتفق عليها بين الفقهاء المتمثلة في الاستقرار والاطمئنان.  أمّا الثاني فقد تضمن شروط التَّوطين المختلف فيها بين الفقهاء المتمثلة في إجزاء التأهل والتملك في التَّوطين. كما تضمن المبحث الثالث أحكاما عامة في التَّوطين المتمثلة في حكم تعدد الأوطان للرجل والمرأة، وحكم توطين بلد الشرك، وكذلك تحقيق المسألة المتعلقة بأميال أوطان الإنسان إذا تداخلت. وقد اختتمت الفصلين بخلاصة تتضمن أهم ما تم تناوله، كما تضمن البحث أيضا خاتمة وفيها أهم النتائج المتوصل إليها في البحث وكذلك التوصيات، كما أنني ذيلته بفهارس؛ فهرس للموضوعات، وكذلك فهارس للآيات والأحاديث.

(1) تعليقا

  • ابو سعيد

    منذ سنتين

    بالتوفيق والسداد

أضف تعليقا