فيما يلي ملخّص بحث تخرجّ نوقش بمركز مليكة يوم 20 جوان 2013 م، عنوانه: التمكين في القرآن الكريم: مفهومه، مقوماته، معوقاته، نماذجه.
تكوّنت لجنة المناقشة من الأساتذة: محمّد بن داود بولقصاع وإبراهيم بن عمر بورورو وعمر بن يحيى أولاد اعمارة.
إن التمكين من القضايا التي تشغل الأمة الإسلامية، فالمسلمون يسعون ليمكنوا لدين الله تعالى في الأرض بطرق شتى، فكيف عرض الله سبحانه وتعالى موضوع التمكين في القرآن الكريم؟، وهل هو قانون مطّرد أم للتمكين شروط وأسباب مخصوصة؟، وما الذي يهيئ للأمة الإسلامية استعادة مكانتها التي كانت عليها في فجر الإسلام؟. فهذا البحث يلقي الضوء على مفهوم التمكين من خلال القرآن الكريم، باحثا في شروطه وقوانينه ونماذجه.
انتهجت الباحثة المنهج الاستقرائي، لاستقصاء الآيات القرآنية المتعلقة بالموضوع، والمنهج التحليلي لفهم الآيات والوقوف على معانيها ودقائقها، مع التركيز على المنهج الاستنباطي لإيضاح وجه الربط بين موضوعات هذه الآيات، وإثرائها بذكر الحِكَم والفوائد ووجه الشاهد المتعلق بغرض الدراسة.
فجاءت هذه الدراسة في ثلاثة فصول؛ الفصل الأول تناول مصطلح التمكين وبيّن حقيقة وروده في القرآن الكريم ومرادفاته وسياقاته المختلفة، وأهميته على مستوى الأفراد والجماعات والأمم، لصنع الحضارة وتحقيق العبودية لله تعالى في الأرض، والوقوف على عواقب حرمان التمكين. والفصل الثاني تناول مقومات التمكين ومعوقاته وشروطه من عبودية مطلقة لله تعالى، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيرها من الشروط، مع عرض نماذج من الواقع. مع بيان المعوقات التي بها لم يتحقق التمكين في الأمة الإسلامية. أما الفصل الثالث والأخير فقد تناول نماذج للممكَّنين وغير الممكنين، فعُرِضَ فيه نموذجان لمن مُكِّن لهم في الأرض؛ سيدنا يوسف عليه السّلام وذو القرنين، ولكل منهما مظاهر وأسباب في تحقق التمكين. كما تم عرض نموذجين لمن لم يمكنهم الله تعالى؛ قوم سيدنا لوط عليه السّلام، وفرعون.
وقد توصلت الدراسة -بعد هذه الجولة- إلى جملة من النتائج، من أهمها:
1. إن لفظة التمكين وما في معناها من مرادفات قد أخذت قسطا وفيرا من آيات القرآن الكريم.
2. التمكين قانون كوني وسنة ربانية، ولديه شروط ومقومات ومُعوقات، ونتائج تؤدي لتحقيق الأهداف الكبرى.
3. التمكين -بالمفهوم القرآني- هو ثمرة تطبيق المنهج الرباني في الأرض.
4. الدراسة الواقعية للتمكين تبين أنّ تجسيد المقومات هو تحقيق لوعد الله تعالى.
5. إنّ استهانة الأمة بهذا الدين وإتيانها للمعاصي والمنكرات انجرت عنه آثار في الواقع.
6. يلزم من الأمة إعادة النظر في المنهج الرباني، لاسترجاع مكانتها والتمكين لدين الله تعالى.
7. إن نهضة العالم الإسلامي بيد المسلمين، عندما يقومون بإزاحة الأسباب التي تعيق التمكين أو تمنع تحققه.
8. عرض الله تعالى في القرآن نماذج للذين مُكنهم في الأرض، مثل: الأنبياء، ونماذج غير الممكنين، مثل: فرعون، لأخذ العبرة من قصصهم.
9. اتخاذ الأسباب والتخطيط والسعي في الأرض من بين وسائل نصرة دين الله تعالى.
10. موضوع التمكين الذي تناولته الباحثة لم يستوف حقه كما ينبغي؛ لأنه موضوع عميق في دراسته ويحتاج لبحث أكثر تعمقا.