ما منح الله أرضنا الطّيبة من أمطار خير وبركة، هي غيث مغيث – بإذنه – وما كسا تلالها وجبالها ووهادها.. من ثلوج بيضاء، بياضَ الأيّام السّعيدة التي تنتظرنا – إن شاء الله -...
ما أسبغه الله الكريم الجواد علينا من هذه النّعم العظيمة.. لَفَتَ نظري فيه تفاعلُ الجزائريّين مع كلّ ذلك، ومع هذا الخير العميم، تجاوبوا معه؛ بشكر المنعم على ما أسدى لهم وما أعطاهم.. فقلت في نفسي – وأكّدت ما أعتقده–هذه الطّيبة التي تسكن قلوب أبناء وطني العزيز، التي عبّروا عنها بنفحات إيمانيّة،انطلقت من بذور الدّين الذي يسكن قلوبهم ويحرّك حياتهم.. لماذا لا نستثمر هذه الظّاهرة فيهم..؟ فنتقدّم بهم خطوات إلى الأمام،
فنحتضنهم ونرعاهم؛ بتعليمهم وتبصيرهم كيف يجسّدون هذا الشّعور والاعتزاز بالانتماء إلى الدّين الإسلامي الحنيف في الحياة العمليّة، فنثقّفهم فيهذا الدّين؛ نعلّمهم قواعده، نلقّنهم أحكامه، نبني فيهم العلاقات الثّلاث، التي تحكم حياة المسلم: علاقتهم بربّهم، علاقتهم بأنفسهم، علاقتهم بغيرهم.. فإنّ الجهل بقواعد الإسلام في أبنائنا وإخواننا كبير وفظيع: عباداتٍ ومعاملات..ننتقل بهم من دائرة الإحساس والشّعور بالانتماء، إلى ميادين التّطبيق الفعلي الصّحيح لتعاليم الإسلام..نتجاوز ونرحل بهم من محطّات الأقوال إلى مضامير الأفعال.. هذه مسؤولية قادة الأمّة، وسراة القوم، ومَنْ بيده أزمّة التّخطيط والتّدبير والتّسيير، والتّوجيه والتّحكّم في دواليب الحياة.. في جميع المستويات، الرّسميّة والشّعبيّة، العامّة والخاصّة، العليا والأقلّ منها..الشّعب الجزائري طيّب، يحتاج إلى من يوجّه طيبته إلى الأحسن والأقوم من السّلوك، وذلك بالعناية بتكوينه في الدّين..