الموضوع : ورشة تدريبية بعنوان :المطالعة فن و مهارة مع الأستاذ سليمان بن قاسم بكوش
التاريخ: يوم الأثنين 25 شوال 1444ه / الموافق ل15 ماي 2022م
بعد مرور أيام على اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف تاريخ 23أفريل و بالضبط في يوم الإثنين 15ماي 2023م .و في مكتبة كلية المنار .كان لنا الحظ في حضور ورشة تدريبية بعنوان :المطالعة فن و مهارة لمقدمها الأستاذ سليمان بن قاسم بكوش الذي أكرمنا بحضوره و نصائحه القيّمة لجعل المطالعة فن و مهارة .و فعلا كما قال الأستاذ :تبدأ الدورة عندما تنتهي ،فعند نهاية الدورة اتضحت عدة مفاهيم و كل واحدة منا أسقطت ما تعلمت في الدورة على شخصيتها و طريقة تعاملها مع المطالعة فصححنا ما يجب تصحيحه و ثمنّا ما كان صوابا.
البداية كانت لمحة تاريخية ، فأول كتاب في العالم كان للكاهنة أنخيدوانا سنة 2300ق م و هو عبارة عن ترانيم و أشعار .أما أول رواية في التاريخ كانت للكاتب لوكيوس أبول يوس الذي ترعرع في ( مداوروش) ولاية سوق أهراس .أي أن أول رواية كانت جزائرية فما نصيب الجزائريين من القراءة؟
إبتدأ الأستاذ الدورة بالتعارف ثم عرض علينا صورة و طلب منا عنوان لها أو تعليق عليها .ثم تطرقنا لبعض تعاريف القراءة و الأمية .
فأما الأميّ فتعريفه في منظمة اليونيسكو (الذي يقرأ كالأطفال الذين قضوا أربع سنوات في المدرسة ) .
أما القراءة فجاء في تعريفها حسب بعض الكتاب ( الوسيلة المثلى للتنزه داخل عقول الحكماء و التحدث إليهم ) كذلك ( هي فن الاستكشاف بلا مساعد ) .و لا توجد حضارة اهتمت بالكتاب مثل الحضارة الإسلامية حيث أن المسلمون هم أول من اتخذ في المستشفى مكتبة .
ثم تطرق الأستاذ إلى حال العلماء مع الكتب .فمن حيث القراءة فمصطفى العقاد و رغم انه ليس صاحب شهادة أكاديمية إلا أنه كان قارئا نهما فبلغ عدد الكتب التي قرأها سبعون ألف كتاب .أنا من حيث الاقتناء ، فأبو إسحاق الموصلي كان إذا سافر مشت معه أربعون جملا تحمل كتبه التي لا تفارقه.
-و لشحذ هممنا للقراءة ذكر الأستاذ بعض الأمثلة عن كتّاب تغيروا بكلمة : مثل أحمد أمين الذي كان يردد عليه معلمه جملة "يتسهل عليك القراءة "و ذلك حين كان أحمد أمين يقرأ للشاطبي .فكانت كلمة أستاذه خير دافعٍ له حتى أصبحت القراءة بل و الكتابة سهلة عليه.
كذلك الرّوائي الروسي ماكسين كوركي :الذي كان يعمل في أحد المطاعم و كان الطباخ يحثه على القراءة و يحفّزه عليها قائلا "أفضل الأوقات حين تقرأ " ثم أصبح ماكسين قارئا و كاتبا روائيا .
*أما عن واقع القراءة في العالم و في عالمنا العربي فعلينا ان ننتبه لبعض الإحصاءات التي تُنشر في بعض الفضاءات و التي تشير إلى أن نسبة القراءة في العالم العربي قليلة بل زهيدة جدا. أغلب هذه الإحصاءات غير موثوق بها .
و هذا لا يعني أن واقع القراءة في العالم العربي مشرف مما ينبغي علينا المسارعة و العودة للكتاب و المطالعة و القراءة خاصة و نحن أمة القرآن و أول آية نزلت "إقرأ "مما يعني أن القراءة فرض عين على كل مسلم ،بمعنى أن القراءة ليست هواية :فالهواية يمكن الاستغناء عنها و استبدالها كما أن الهواية يخصص لها فائض الوقت عكس القراءة التي تستلزم على كل فرد اختيار الساعة الذهبية من وقته و استغلالها في القراءة ،و الساعة الذهبية هي تلك الفترة التي يكون فيها الإنسان في نشاط و حيوية و يرى أنها الفترة الأنسب للقراءة و لكلّ ساعته الذهبية الخاصة به .
و من شروط اقتناء الكتاب أن يكون :
-أكبر من مستوى القارئ
-قابلا للفهم .
*تطرق الأستاذ كذلك : لمشكلات القراءة و طرق علاجها .مثل مشكلة الانتباه التي انتشرت مع ظهور المسلسلات و الألعاب الالكترونية .و على الإنسان ان يتخلص من أي شيء يشتت الذهن ليستطيع التركيز في القراءة .
مستويات القراءة:
القراءة التأسيسية : هدفها :للتخلص من الأمية
القراءة الاستكشافية :هدفها :المعرفة بأقل وقت ممكن
القراءة التحليلية :هدفها: معرفة الكتاب بالتفصيل من الدفة إلى الأخرى
القراءة الاستيعابية :هدفها : تكوين الملكة العلمية
القراءة المرجعية :هدفها : الإبداع .البحث .التأليف
مستويات الكتاب
الكتب التأسيسية :مثل كتاب :الجيل الصاعد لمؤلفه أحمد يوسف السيد و كتاب مدخل إلى فهم العصر لمؤلفه جاسم سلطان
الكتب البنائية :و كتبها توسعة للكتب التأسيسية
الكتب المركزية :و هي أول ما أُلف في مجال ما :مثل: الإسلام بين الشرق و الغرب لمؤلفه د علي عزت بيغوفيتش
الكتب الموسوعية: للبحث و من الأفضل للإنسان أن يقرأ موسوعة و لو واحدة في حياته كلها.
الكتب المتخصصة: للتعمق و التخصص لا ينصح بها للمبتدئين
نصائح الأستاذ في القراءة و طريقتها :
1)القراءة 25دقيقة ثم الاستراحة لخمس دقائق
هذه الطريقة تمارس أربع مرات ثم أخذ استراحة لمدة 15دقيقة أو نصف ساعة
2)ساعة قراءة ثم استراحة لمدة 10دقائق .
و تكمن الاستراحة في :الحديث .المشي. الصلاة .شرب السوائل و الحذر من استعمال الهاتف.
كما ينصح في حال الشعور بالتعب أو النعاس ينصح بالتنفس العميق أو التنفس المتسارع ."تنفس الرياضيين " لتجديد النشاط
3)القراءة لمدة ربع ساعة يوميا بصفة دائمة فإن لها الأثر العجيب .و أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قلّ
-و لابد للإنسان أن يعرف أن من المغروض أن تكون القراءة منتجة و إلا كان هذا من عيوب القراءة و سلبياتها .و المقصود أن يظهر أثر القراءة في الكتابة و في الحديث و الإنتاج و الإبداع و تطوير بعض المهارات .
و أخيرا هذه بعض النصائح العامة حول الكتاب و القراءة :
-إجتنبي قراءة مالا يناسب شخصيتك .
- مصاحبة المطالعات توّرث حب البراءة .
- لا معابة في من تعود من كتابها غير فاهمة .ستفهم بمرور الزمن.
-أفضل قراءتك تلك التي نسيتيها {تزيد في النمو الفكري تدريجيا} النمو لا يكون بين عشية و ضحاها.
-إقرئي ما يجعلك تتطورين
-تعلمي القراءة في الصّخب و دربي نفسك عليها.
-لا تشتري كتابا من عنوانه البراق و لا لشكله الخارجي و لا تنبهري بنسبة المبيعات .
-الكتاب الجيد خو الذي يتحدى و لا يُعجز ،أرقى من صاحبه و يبقى فهمه ممكنا.
-الابتعاد قدر الإمكان من الروايات و استبدالها بالروايات العلمية مثل روايات الكاتب جول فيرن .رواية النمل مثلا
كذلك يمكن استبدال الرواية بروايات ألفها علماء مثل رواية ميمونة للدكتور باباعمي .و رواية ممو زين للدكتور سعيد رمضان البوطي .
كما ينصح أيضا باستبدال الرواية بكتب السيرة الذاتية مثل كتاب مذكرات قارئ لمؤلفه محمد حامد الأحمري
هذا ولا يسع المجال لذكر كل ما كان في الدورة ، فمن أرادت المزيد ما علينا إلا حضور مثل هذه الدورات و كما قال الأستاذ تبدأ الدورة عندما تنتهي فبعد ما أخذنا من نصائح ما علينا إلا أن نختار ساعتنا الذهبية و نختار كتابنا و نبدأ القراءة على بركة الله .
ربع ساعة يوميا و أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل .
و يبقى الكتاب كالطبيعة كلٌّ يأخذ منه على حسب حاجته
كاتبة التقرير: الطالبة دادي عدون حياة